الحمل لدى النساء والمشاكل التي تعضرضها أثناء حملها
ترتبط مشاكل الحمل والولادة المبكرة بأمراض ووفيات الأمهات والمواليد. حوالي 7 ٪ من جميع النساء الحوامل يتعرضن للولادة المبكرة (حتى
الأسبوع الـ 34).
مشاكل الحمل: 20% – 30% من النساء اللواتي يتعرضن للولادة المبكرة، قد تلدن ولادة مبكرة أيضا في حالات الحمل في المستقبل. النساء اللاتي
يعانين من أمراض في مرحلة ما قبل الحمل، الأمراض التي تكتشف خلال فترة الحمل، النساء الحوامل بجنينين وأكثر والنساء اللاتي يعانين من خلل
في بنية الرحم – معرضات أيضا للولادة المبكرة. الخطر في حدوث الولادة المبكرة يكمن في احتمال ولادة جنين لم ينضج في الرحم بعد، الأمر الذي قد
يؤدي إلى مجموعة مختلفة من الأمراض، بل وحتى إلى وفاة الجنين.
الحمل خارج الرحم. في الحمل خارج الرحم، كما هو الأسم يتطور الجنين خارج الرحم وهي من مشاكل الحمل الشائعة. عادة، يكون الحمل خارج
الرحم في البوقين (قناتا فالوب)، لأن البويضة المخصبة لم تستكمل رحلتها من قناة فالوب الى الرحم، وهو ما يحدث، غالبا، بسبب انسداد أو التهاب.
لكن هناك حالات أخرى تنتقل فيها البويضة المخصبة إلى مكان آخر في بطن المرأة. بما ان الرحم وحده هو المناسب لتطور الجنين، فالحمل خارج
الرحم عادة ما يتسبب بحصول مضاعفات، عندما يصبح الجنين النامي كبيرا جدا بالمقارنة مع قدرة وصول الدم إلى الموقع خارج الرحم. عندما يحدث
ذلك، فإن الحمل خارج الرحم يشكل خطرا لحدوث تمزق يمكن أن يؤدي إلى فقدان كمية كبيرة من الدم. لذلك، فالحمل خارج الرحم يمكن أن يشكل
خطرا يهدد الحياة. 2% فقط من حالات الحمل تحدث خارج الرحم، والغالبية العظمى من هذه الحالات لا تنتهي بالولادة. في الحالات التي يتطور فيها
الجنين، يجب إزالته بعملية قيصرية، وذلك لأنه يكون غير قادر على الوصول الى قناة الولادة.
أمراض المرأة. هنالك أمراض معينة لدى المرأة الحامل قد تضر بالجنين. كذلك، هنالك أمراض قد تتفاقم حدتها خلال الحمل وبعد الولادة، مثل حالات
الإصابة بأمراض القلب أو ارتفاع ضغط الدم.
النساء اللواتي يعانين من مشاكل فرط تخثر الدم، الأمراض المصاحبة التي تصيب العديد من أجهزة الجسم (على سبيل المثال: ارتفاع ضغط الدم،
أمراض القلب، أمراض الكلى والأمراض العصبية)، وكذلك أمراض المناعة الذاتية وأمراض الغدد الصماء – معرضات لمشاكل الحمل لزيادة الخطر
خلال الحمل، بالنسبة للمرأة الحامل وللجنين، على حد سواء. لذلك، هنالك حاجة إلى المتابعة المتخصصة والعلاج المناسب، للحد من هذه المخاطر.
العلاج والمتابعة يتمان من قبل طبيب النساء، من خلال العلاقة الوثيقة مع خبراء في أمراض معينة.
تسمم الحمل. تظهر هذه المتلازمة لدى حوالي 5% من الحوامل ضمن مشاكل الحمل. من بين أعراضه، بشكل أساسي، ارتفاع ضغط الدم (لدى
النساء اللاتي كان ضغط الدم لديهن طبيعيا قبل الحمل)، ويكون مصحوبا بفقدان البروتين في البول نتيجة لتضرر الكليتين. ينطوي تسمم الحمل على
زيادة في نسبة الوفيات والإصابة بالأمراض لدى الأمهات، وارتفاع نسبة الوفيات والإصابة بالأمراض لدى الأجنة والمواليد، وخصوصا نتيجة للولادة
المبكرة وتباطؤ نمو الجنين في داخل الرحم.
نتيجة للتسمم، هناك خوف من حدوث نزيف في الدماغ، حصول تشنجات وحتى الغيبوبة لدى الأم. لإنقاذها في هذه الحالة، يتم توليدها. إذا حدثت هذه
الظاهرة في مرحلة متأخرة من الحمل، يولد الطفل خديجا ويعاني من مضاعفات أخرى ناجمة عن الولادة المبكرة.
قد لوحظ خلال السنوات الأخيرة حصول ارتفاع في نسبة حدوث تسمم الحمل، نتيجة لارتفاع سن النساء المعنيات بالحمل، كما سجلت زيادة في نسبة
الحمل المتعدد الأجنة بسبب علاجات الخصوبة. وقد حاول الآلاف من الباحثين، وما زالوا يحاولون، تفسير السر الكبير الكامن وراء تسمم الحمل،
ولكن دون نجاح حتى الآن.
سكري الحمل. مرض السكري هو عبارة عن مجموعة من الأمراض، حيث ان المشترك بينها هو عدم تحمل السكر. هنالك نوعان رئيسيان من مرض
السكري أثناء الحمل: سكري ما قبل الحمل، أي السكري الذي كان معروفا وجوده قبل الحمل، وسكري الحمل (تعاني منه حوالي 5% من النساء خلال
فترة الحمل، وعادة ما يختفي في نهايته). في كلتا الحالتين يجب أن تتم مراقبة الحمل بمرافقة من قبل الأطباء المتخصصين. يتم الكشف عن سكري
الحمل، عادة، بواسطة اختبار تحمل السكر (فحص المسح) – 50 غراما من السكر (لا يجرى في حالة الصوم). وهو يجرى لجميع النساء الحوامل
كجزء من اختبارات الحمل الروتينية. إذا كانت نتيجة الاختبار غير طبيعية، فيتم اجراء اختبار آخر مع اعطاء 100 غرام من السكر، والذي يمكن
بعده فقط تأكيد التشخيص ما اذا كانت الأم تعاني من سكري الحمل أم لا. لدى النساء اللواتي يعانين من مرض السكري، تشكل مستويات السكر
الطبيعية في الدم شرطا أساسيا للحمل والولادة الطبيعية. موازنة مستويات السكر تهدف إلى منع حصول أضرار للجنين والأم، وهي تتحقق من خلال
اتباع نظام غذائي صارم، وكذلك عن طريق إضافة الإنسولين إذا لزم الأمر. يمكن تقسيم المضاعفات لدى الأم والجنين، بسبب سكري الحمل، بحسب
مراحل الحمل المختلفة. ومن المهم التأكيد على أن معظم مشاكل الحمل المتعلقة بالسكري يمكن منعها من خلال موازنة مستويات السكر في الدم.
سير الحمل مع مرض سكري ما قبل الحمل. المضاعفات للجنين: زيادة نسبة الإجهاض، العيوب الخلقية، الولادة المبكرة، تأخر النمو داخل الرحم، أو
حتى السمنة، ضائقة الجنين وموت الجنين داخل الرحم، كثرة السائل السلوي. المضاعفات لدى الأم: اضطرابات شديدة في توازن السكر، انفصال
المشيمة وحدوث ارتفاع ضغط الدم.
سير الولادة. المضاعفات لدى الجنين: زيادة خطر حدوث الضائقة الجنينية لدى الأجنة مع تأخر النمو والولادة المؤلمة في حالات الأجنة ذوي النمو
المتسارع. مضاعفات الحمل لدى الأم: ولادة طويلة ومؤلمة أحيانا وزيادة نسبة الولادات القيصرية.
بعد الولادة. المضاعفات لدى المولود: على المدى القصير – مستويات منخفضة من السكر في الدم، يرقان المواليد المستمر، زيادة لزوجة الدم،
مستويات منخفضة من الكالسيوم، تأخر النضوج الرئوي.
على المدى الطويل – زيادة نسبة حدوث السمنة في مرحلة الطفولة والبلوغ، ارتفاع نسبة ظهور مرض السكري لدى الكبار، وربما مشاكل أخرى
متعلقة بالتطور.
المضاعفات لدى الأم: الحاجة إلى البقاء في المستشفى لفترة أطول، تفاقم مرض السكري ومشاكل عصبية.
تعدد الأجنة. يعتبر الحمل بالتوأمين، أو أكثر، معرضا لمخاطر كبيرة، ويتطلب المراقبة عن كثب من قبل طبيب النساء الخبير. كل التغيرات
الفسيولوجية التي تحدث في جسم المرأة الحامل بتوأمين أو أكثر تكون بارزة أكثر، مقارنة بما هو لدى الحامل بجنين واحد.
زيادة الوزن وحجم البطن – هو التعبير الخارجي الأبرز، والذي يبرز بشكل خاص في نهاية الحمل. بالإضافة إلى ذلك، ففي حمل التوأمين تزداد نسبة
حدوث مشاكل الحمل المختلفة بضعفين حتى خمسة أضعاف، مثل: ارتفاع ضغط الدم، تسمم الحمل، كثرة السائل السلوي، نزيف ما قبل الولادة، ألآم
المخاض والولادة المبكرة، انفصال المشيمة والتلوثات في المسالك البولية.
ولادة التوأمين العفوية تحدث، في المتوسط، في وقت أبكر من ولادة الجنين الفرد – في الأسبوع الـ 37 (بدلا من الأسبوع الـ 40). بسبب كثرة
مضاعفات الحمل، وأيضا نظرا لزيادة حدوث الوضعيات غير العادية للجنين (وضعية المؤخرة، على سبيل المثال) – معدل الولادات القيصرية للتوائم
أعلى أيضا بمرتين – ثلاث مرات بالمقارنة مع ولادات الجنين الفرد .في حالات الحمل المتعدد الأجنة، ترتفع نسبة حدوث المضاعفات المختلفة، بما
في ذلك زيادة كبيرة في عدد الولادات المبكرة .
داء المقوسات. مرض يسببه طفيلي، عادة ما يكون في أمعاء القطط المصابة وكذلك في خلايا الحيوانات الأخرى. يمكن الإصابة بالمرض نتيجة
للاتصال المباشر للفم مع براز القطط، من تناول اللحوم الملوثة غير المطبوخة بشكل صحيح، وكذلك من العمل في الأرض ولمس اليد للفم .لدى النساء
الحوامل، يمكن أن يؤدي هذا المرض إلى حصول مشاكل في الحمل وتشوهات لدى الجنين، وخاصة في حالة إصابة الأم خلال الثلث الأول من الحمل.
إذا انتقل الطفيلي إلى المشيمة، فيمكن لهذا المرض أن يسبب الاجهاض .مع ذلك، كثير من الناس يصابون بداء المقوسات خلال حياتهم، ونتيجة لذلك
يطورون أجساما مضادة ضد هذا الطفيلي. وتعتبر النساء اللاتي لديهن أجسام مضادة في الدم محصنات من الإصابة مرة أخرى. بواسطة اختبار الدم
يمكن أن يتم الكشف عن وجود الأجسام المضادة.
الفيروس المضخم للخلايا. فيروس السيتوماجلو يسبب مرضا يهدد حياة الأجنة. تحدث العدوى عن طريق الاتصال مع إفرازات من شخص مصاب به.
يسبب هذا الفيروس، عادة، أعراضا خفيفة لمرض تعدد الوحيدات أو أعراضا مماثلة لتلك الناجمة عن النزلات البردية. ومع ذلك، فتلوث السيتوماجلو
أثناء الحمل هو السبب الأكثر شيوعا لتلوث الجنين داخل الرحم (0،5% إلى 20% من جميع المواليد). المرأة الحامل التي تصاب بهذا الفيروس قد
تتعرض للإجهاض.
معظم الأجنة الذين يصابون بالسيتوماجلو أثناء الحمل يولدون بصحة جيدة. ولكن، في الحالات التي تكون كذلك، يظهر المرض بأعراض تتمثل في
تأخر النمو داخل الرحم، إصابات الدماغ، تكلسات في الدماغ، إصابة العينين والصمم. كذلك، يمكن أن يسبب تضخم الكبد والطحال، الطفح الجلدي
واليرقان.
هناك مجموعة متنوعة من الأعراض الشاذة، والتي تشكل أخطارا محتملة على الحمل. لذلك، فإن الحمل المعرض للمخاطر يتطلب المتابعة الطبية
الدقيقة وبشكل أكثر تواترا من الحمل الطبيعي.
التحضير الصحيح يقلل من مشاكل الحمل والاصابة بالامراض لدى النساء الحوامل وأطفالهن. ومع ذلك، من المهم التأكيد على أن العديد من حالات
الحمل التي تعرف بأنها معرضة للخطر الكبير، تنتهي بولادة أطفال أصحاء.
ا