يعتقد شعب “الماماسا” فى جزيرة توراجا، التى تقع فى مقاطعة سولاويزى جنوب إندونسيا، بأن الأموات يعودوا الى الحياة مرة أخرى، وأن الميت يجب أن يعود إلى قريته الأصلية للقاء أقاربه لكى يوجهونه إلى رحلة ما بعد الحياة، بعد أن ينتهوا من مراسم الجنازة ويمارسون من أجل ذلك طقوس “مانينى” وهى إحدى طقوس السحر الأسود، وهى خاصة بإيقاظ الجثث لتمشى بنفسها إلى مواطن نشأتها.
ترجع تلك الطقوس إلى الماضي، عندما كانت قرى “تانا توراجا “معزولة تمامًا ومن الصعب الوصول إليها، ويقال إن لبعض الأشخاص القدرة على جعل الميت يمشى حتى يصل إلى قريته لكى يحضر جنازته الخاصة.
ووفقًا لمعتقدات شعب “الماماسا”، فإذا توفى شخص أثناء رحلةٍ فيجب استئجار خبير لتوجيه الميت للعودة إلى قريته، إلا إذا كان لدى الميت قوى سحرية خارقة، فعلى الميت أن يمشى عائدًا مهما كانت قريته بعيدة، وفى طريق العودة يحذر مرافقو الجثة من يجتمع من الناس بألا يتحدثوا مع الميت مباشرة.
وفى هذه الأيام، أصبحت ممارسات مشى الأموات إلى مواطنهم الأصلية نوعًا من الطقوس، هدفها جمع العائلة واستعادة ذكريات أجدادهم فكل 3 سنوات يخرجون جثث موتاهم من التوابيت ويلبسونها أجمل الملابس، وبعد ذلك يطوفون بهم فى شوارع القرية اعتقادًا منهم أن الميت يعيش معهم حتى بعد موته .
كما يعتقد شعب “الماماسا”، بأنهم يجب أن يشعروا بأن الحب والاحترام يقضى بأن يخرجونه من التابوت والسير به بعض الوقت وتصويره صور تذكارية قبل أن يعيدوه إلى القبر مرة أخرى فى انتظار جولة أخرى من الاحترام والنزهة بعد 3 أعوام، ويقدمون جاموس الماء كأضحية فى الاحتفال.
ويقال إن كهوف الدفن فى توراجا فيها جثث بشرية سليمة منذ عام 1905، الأطفال يدفنون فى الأشجار، وما يساعد أهالى إقليم “توارجا” فى ذلك هو أنهم يقومون بدفن الميت بطريقة خاصة تمنعه من التحلل السريع بحيث يصبح كالمومياء حتى يتمكنوا من زيارته كل 3 سنوات.
