تعليم الأطفال المبكر
ضرورة التعليم المبكر للأطفال:
يمتد أثر السنوات الأولى من حياة الإنسان مدى الحياة مثلها مثل أي مرحلة ثانية. فهي تشكل أعلى المراحل الحيوية لنمو الطفل وتطور قدرته على التعلم في فترة قصيرة وبشكل مكثف. وللسنوات الثمانية الأولى وعلى الأخص السنوات الثلاثة الأولى منها أهمية كبيرة نظرا لان الأثر المترتب عن الرعاية والاهتمام اللذان يلقاها الطفل في هذه المرحلة تستمر طول حياته. والتعليم أيضا لا يقتصر على سن معين أو على بيئة دراسية رسمية، ففي الواقع قدرة الطفل على التعلم تبدأ لحظة ولادته. ويعتمد الجانب الاكبر من نمو الطفل وقدرته على التعلم على الحنان والاهتمام واستثارة الحواس بالاضافة الى التغذية السليمة والرعاية الصحية الجيدة. وتثمر الاستثمارات في تنمية مرحلة الطفولة المبكرة من خلال انشطة التعليم المبكر والارتقاء بمستوى الاستعداد للمدرسة، الى جانب التدخلات في مجالي الصحة والتغذية، في ارتفاع احتمالات انهاء الفتيان والفتيات المرحلة الدراسية الابتدائية.
ان تشجيع الأطفال على اللعب والاستكشاف يساعدهم على التعلم وتنمية قدراتهم الاجتماعية، والعاطفية، والبدنية، والثقافية. ولا يمكننا تجاهل اهمية اللعب في توسيع مداركهم. ويشكل اللعب حجر زاوية في قدرة الأطفال على التعلم بغض النظر عن طبيعة هذا اللعب. وعملية اللعب هي تجربة تعليمية قوية ومتعددة الأوجه، فاللعب يشمل الاستكشاف والتجربة اللغوية، وتوسيع المدارك، وتنمية المهارات الاجتماعية.
والسلوك الإجتماعي يكتسبه الطفل عن طريق محاكاة اقرب الناس إليه. وبناء على ذلك فان الأهل والمدرسين ومقدمي الرعاية بحاجة الى اكتساب المعرفة الضرورية والمهارات اللازمة لتوفير بيئة مثلى للتعليم المبكر والتفاعل مع الطفل. و ينبغي على هؤلاء أيضا ان يكونوا على دراية تامة بالمؤشرات التي تنذر بتعثر نموالطفل ونماءه.
ويستطيع الآباء والامهات والمدرسين ومقدمي الرعاية تحديد مستوى تطور الرضع وصغار الأطفال من خلال التفاعل واللعب. وتعتبر مشاركتهم في التعلم المبكر امر بالغ الاهميه ويضع الاساس لمستقبل التعلم في المدرسة. ان الهدف الاسمى من التعليم المبكر هو ضمان التحاق الأطفال المحرومين المدرسة في الوقت المناسب بالاضافة الى تنمية استعدادهم العقلي والمعرفي، والاجتماعي، والعاطفي للمدرسة.